أجر الصبر على وفاة الزوج
أجر الصبر على وفاة الزوج قد يكون من أفضل الأجور التي تحصل عليها المرأة الأرملة من المولى عز وجل، لما يرجع إلى ألم حقيقة الموت التي لا مفر منها، فالموت هو أحد الأخبار التي تقع على الإنسان كوقع الصاعقة، لذا سنعرض لكم عبر موقع ايوا مصر ثواب ذلك الصبر عند الله ـ عز وجل ـ.
أجر الصبر على وفاة الزوج
لقد وعد الله ـ سبحانه وتعالى ـ العبد الذي يصبر على وقوع البلاء خاصةً إن كان ذلك البلاء هو موت شخص عزيز أو قريب منه في الدنيا، فقد أعطى الله أجرًا للمرأة التي تصبر على وفاة زوجها بأن يجعلها بالجنة وبالدرجات العليا التي ستكرم بها يوم القيامة على ما صبرت عليه من بلية قد تعرضت لها بسبب موت زوجها.
يزيد هذا الأجر إن ترك المتوفي ولدًا له وصبر هذا الولد على وفاة أبيه، فقد يحتسب هذا الصبر عند الله بأجر عظيم، فمن رحمة الله تعالى أن أعطى للصابر أجرًا وثوابًا عظيمًا على صبره، وهذا يدل على حب الله لعباده ورحمته بهم.
فالمرأة التي تصبر على بلاء الموت يحتسب لها عند الله ثواب على هذا الصبر، ويعوضها الله ويخلف لها بأحسن الأحوال تعويضًا عما فقدته، بشرط أن تحتسب هذا الأجر عند الله وأن تكون مخلصة النية لله سبحانه وتعالى في صبرها دون أن تشتكي أن تتندم على ما حدث لها من أمور بيد الله ولا تتذمر أو تعترض على قدر الله وأمره.
الصبر على خبر موت الزوج
استكمالاً للحديث عن أجر الصبر على وفاة الزوج يجدر بنا قول إن خبر الموت ينزل على المؤمن كالصاعقة التي يختبر بها الله صبره وإيمانه بالقدر الذي كتبه له منذ أن خلق، فيمكن أن تعبر المرأة التي توفى زوجها عن صبرها من خلال إتباعها لبعض السلوكيات أهمها:
- أن تحتسب أجر وثواب صبرها عند الله تعالي، بقولها دائماً إنا لله وإن إليه راجعون وأن تسلم أمرها إلى الله وترضى بقضائه وأن تتعامل مع الأمر بأنه شيء قد كتبه الله عليها ولا مفر منه، من خلال تقبلها لقسوة الظروف التي تمر بها من خلال صبرها وقراءة بعض السور القرآنية.
- إن أرادت أن تبكي فيجب أن يكون البكاء باعتدال بمعنى أن يكون ذلك دون مبالغة، تجعلها تبكي بصوت عالٍ أو تقوم بالعويل أو السخط على قدر الله أو قول كلمات ليست مباحة مع النواح.
- أن تدعو دائمًا لزوجها المتوفي وأن تتصدق له قدر المستطاع، فالميت يكون في أشد الحاجة للدعاء خاصةً من أبنائه لأن دعوة الابن تصل لوالديه، كما أن الصدقة الجارية يبلغ بها وتزيد له من أجره عند الله وتخفف عنه عذابه ووحدته في قبره.
- يجب عليها الركون إلى الصبر والاستدلال برحمة الله في جميع أمور الحياة وأن الله له حكمة في جميع الأمور التي يتعرض لها المرء خلال فترات حياته.
- تؤمن دائمًا بأن قدر الله محتم عليها وأنه أمر واقع يجب الاقتناع به وهذا أمر مكتوب لا محالة لمنعه، فالصبر والتقوى هما اللذان يهونان تلك المصيبة على المرأة التي توفي زوجها.
- أن تثق في الله دائماً بأنه لن يتركها وسيعوضها بما هو فيه خير نتيجة صبرها في البأساء والضراء، والتأكد أن الدار الآخرة أحق من الدنيا وأفضل للإنسان منها وأن عند الله خير المكانة من التواجد بالدنيا.
- تعترف دائماً وتكون على يقين بأن أمر الله في جميع الأحوال هو خير، فقد يكون هذا الخبر اختبار لإيمانها بالله ومدى صبرها ورضاها بما أمر الله به.
بعض الأدعية النبوية للصبر على وفاة الزوج
بجانب ما تم ذكره عن أجر الصبر على وفاة الزوج، هناك مجموعة من الأدعية التي كان يذكرها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما يبلغ بموت أحد الأشخاص حيث يقول:
- “إنَّا للَّهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ اللَّهمَّ عندَك أحتسبتُ مصيبتي فأجرني فيها وأبدلني منها خيرًا”.
- “اللهُ ربِّي لا أُشرِكُ به شَيئًا”
- “لا إلهَ إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ لا إلهَ إلا اللهُ العليُّ العظيمُ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السمواتَ السبعَ، وربُّ العرشِ الكريمِ”.
- “اللهمَّ إني عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزْني وذَهابَ هَمِّي”.
أدعية متنوعة للصبر على موت الزوج
في صدد ذكر أجر الصبر على وفاة الزوج هناك مجموعة من الأدعية التي تزيد من صبر الزوجة على فراق زوجها، ومن تلك الأدعية:
- اللهم إنك جعلت الموت آية لعبادك واختبارًا لهم على صبرهم، فإني رضيت باختبارك، فارزقني الصبر على تلك المصيبة التي قد أصابتني بموت زوجي، اللهم اجعله بجناتك العلا وارزقه أفضل درجات الجنة يا رب.
- اللهم إنك اصطفيت من عبادك أحب الأشخاص إلى قلبي بحكمتك التي رضيت بها، اللهم إني راضيةً بما قدرته لي، فرزقني الصبر والتقوى التي تهون عليّ هذا الحزن الذي قد أنتاب روحي.
- اللهم إن قولت وقولك الحق، اللهم إنك قولت في كتابك العزيز بأنك مكرم للصابرين ومعينهم في بأسهم، أسألك باسمك العظيم أن تعيني على ما أصابني من بليه الموت لأقرب شخص، اللهم أسكنه جنة الخلد وأرضَ عنه يا رب العالمين.
كيف تتصرف المرأة التي توفي زوجها
بعد أن ذكرنا أجر الصبر على وفاة الزوج نتطرق إلى قول إنه مهما حاول المرء أن يدرك حقيقة الموت، لا يدركها إلا إذا فقد أحد الأشخاص القريبة في حياته، فعندما يخبرك الله بتلك الحقيقة من خلال موت شخص قريب إليك، سيكون الخبر كوقع الصاعقة عليك.
هناك بعض المعلومات التي تعين المرأة على تصرف بعد وفاة الزوج، ومن تلك المعلومات:
- أن صبرها لا يتوقف عند صدمتها الأولي بخبر موت زوجها، فالأمر يتطلب منها بعض الثبات والإكثار من الحمد والاحتساب، بجانب تجنبها لسائر محظورات الموت.
- يجب عليها احتساب التوجع والتألم عند الله، فالاحتساب هو طلب الثواب من الله تعالى، من خلال فعلها لما هو خير وثواب، فيكتب لها عند الله سواء كان هذا العمل بالتصدق أو بقراءة القرآن، أو بالدعاء لزوجها بالرحمة والمغفرة.
- العمل الدائم على تجديد الاحتساب بذكر الله والدعاء والتسبيح والحمد والشكر على كل ما قدره الله، ويجب أن يكون ذلك بنية صافية خالصة لله تعالى.
- يجب عليها التحلي بالأمل من خلال الاعتراف بما أعطاها الله، وما أخذ منها فهو خير لها، وأن في ذلك حكمة لا يعلمها أحد غير الله تعالى، كما أن ألم الفراق يهون على المؤمن حينما يستحضر يقين الله تعالى.
- يجب عليها تعلم أحكام الجنائز، والتعرف إلى أمور الدين التي تساعدها على الصبر والتي منها الصوم والصلاة والطهارة.
- يجب عليها إدراك أن مصيبة الموت حق لأي مخلوق في أي وقت قد كتبه الله، فالمسلم هو الأولى بالاستعداد لمقابلة المولى عز وجل في أي وقت.
فضل الصبر على وفاة الزوج
إن للصبر على وفاة الزوج الكثير من الأفضال التي تعود على المرأة التي رضيت بمصيبة الموت، وصبرت على ما أصابها من ابتلاء، ومن هذه الأفضال ما يلي:
- وعد الله الذين صبروا بدخولهم الجنة، والدليل على ذلك قوال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديثه الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:” يقولُ اللَّهُ تَعالَى: ما لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِندِي جَزاءٌ، إذا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِن أهْلِ الدُّنْيا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إلَّا الجَنَّةُ“
- يعين الصبر على المواجهة في المصائب التي يتعرض لها المسلم في حياته، فيشعر بالصمود، والتقوى والثقة في الله.
إن أجر الصبر على وفاة الزوج لم يتوقف عند حد معين بل إنه يتطلب الكثير من السلوكيات الواجب اتباعها للحصول عليه.