من هو أبو لهب عم الرسول
من هو أبو لهب عم الرسول؟ وما هي السورة التي تم الحديث فيها عنه؟ نظرًا لتعدد ردود الأفعال التي ظهرت على الناس من دعوة النبي، كان لموقف أبي لهب من الرسول تأثير خاص على من يعرفه، وذلك لأنه عم الرسول، ونحن من خلال موقع ايوا مصر سوف نعلمكم بمن هو أبو لهب عم الرسول.
من هو أبو لهب عم الرسول
إنه عبد العزي بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن العدنان، المشهور بأبي لهب عم الرسول.
لكنه كان أخًا لعبد الله والد النبي ليس بشقيق، والذي لقبه بأبي لهب هو والد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وذلك نظرًا لوسامته، فقد كان معروفًا بوجهه الجميل الذي يتصف بالاحمرار والإشراق.
كان مشهورًا باسم أبو عتبة، وتوفى عام 624 هجري، وعندما بشرته جاريته بمولد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فرح وحررها.
موقف أبو لهب من دعوة الرسول
من الجدير بالذكر أن موقف أبي لهب من دعوة الرسول أهم شيء يمكننا الحديث عنه عند إجابتنا عن سؤال من هو أبو لهب عم الرسول.
ترجع هذه الأهمية للموقف الشنيع الذي ظهر به أبي لهب على الرغم من حبه وفرحته بمجيء مُحمد يوم ولادته، وعلى الرغم من قرابته به.
عادى أبو لهب الرسول عندما جهر بدعوته إلى الإسلام، وقام بتدبير الأعمال والمكائد التي تبعد الناس عن الرسول وتمنعهم من اعتناق الدين الإسلامي.
حاول كثيرًا أذية الرسول حيث إنه استأجر العاص بن هشام ب 4000 درهم لكي يقاتل المسلمين في غزوة بدر، وشاركته امرأته في ذلك عن طريق وضعها الأشواك في طريق النبي من أجل إسقاط الدماء من قدميه، وكان لذلك الموقف نزول السورة الخاصة بذكر أبي لهب وامراته وأعمالهم فيها.
ما هي السورة التي أنزلها الله خاصةً لأبو لهب
أنزل الله سبحانه وتعالى سورة المسد من أجل ذكر العذاب الذي سوف يتلقاه أبو لهب وزوجته في الآخرة نتيجة لما فعلوه بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
قال تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَب سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَد) [سورة المسد].
هذه السورة مكية، وقد أنزلها الله تعالى لتبين العذاب والشقاء لأبي لهب وزوجته الأخبث منه، حيث إن الله توعد لأبي لهب في هذه السورة بنار موقدة حامية ومعه زوجته في العذاب.
لكن كان لزوجته نوع آخر من العذاب، يلتف حول عنقها حبل من ليف يجذبها إلى النار، وذلك إشارة لما سوف تتلاقاها من زيادة في الدمار عن زوجها، وكأن امرأته مثل الدابة المربوطة من عنقها بالحبل الذي يمنعها أو يحدد حركتها.
حتى إن هذا الحبل يجعلها غير قادرة على الحركة نتيجة لما فعلته من رسول الخير والأمة، وتبت في هذه السورة تعني ثبات الهلاك والخسارة العظيمة التي لا ينفع بها الأموال مهما كثرت.
هناك بعض الأقاويل حول أن هذه السورة نزلت قبل وفاة أبي لهب بعشر سنوات، وتُعد مُعجزة، لأن الله توعد فيها لأبو لهب بالخلود في النار، وأشد أنواع العذاب.
أبناء أبي لهب
بناءً على حديثنا حول من هو أبو لهب عم الرسول فلا بد من معرفة أبنائه وموقفهم من دعوة النبي، هل كان مثل أبيهم وأمهم، أم اختلفوا عنهم وآمنوا بالله.
كان لأبو لهب ثلاثة أولاد وبنت، كان الأبناء هم: عتبة، ومعتب، وعُتيبة، وابنته اسمها درة، منهم من آمن بالله ومنهم من كفر.
موقف أبناء أبو لهب من دعوة مُحمد
آمن عُتبة ومعتب بالله سبحانه وتعالى، وكان ذلك عند فتح مكة وأثبتا شجاعتهما وإيمانهما بالله في غزوة حنين، أما عتيبة فلم يعتنق الإسلام.
كان عُتبة زوجًا لرقية، وعُتيبة كان زوجًا لأم كلثوم، وعندما أنزل الله سورة المسد أمر أبو لهب أولاده بطلاق ابنتي الرسول، فطلقاهما.
دعاء الرسول على عتيبة
عندما طلق عتيبة ابنة الرسول قال له: “كفرت بدينك وطلقت ابنتك، لا تحبني ولا أحبك” وحين إلقاءه هذا الحديث على الرسول اقترب منه وشق ثوبه.
دعا الرسول عليه بأن يسلط الله عليه كلبًا، ولكن عندما استجاب الله الدعاء، لم يستجب ببساطة لما قاله النبي، بل سلط عليه أسدًا أخذ يشم في الناس حتى وصل لعتيبة، والتهمه وفصل رأسه عن جسده، وحينها قال أبو لهب “كنت أعرف أنه لن يفلت من دعوة محمد”.
وفاة أبي لهب
في إطار حديثنا حول من هو أبو لهب عم الرسول يجب العلم بطريقة وفاته والتي دار حولها العديد من الأقاويل، ومنها:
- مرض أبو لهب بمرض يصيب بالعدوى، وتركه الناس ثلاثة أيام دون أن يقتربوا منه، حتى تعفنت جثته، قام قومه بحفر حفرة له وأوقعوا به فيها بدفعه إليها بأخشاب طويلة، وقذفوا عليه الحجارة، وهذا يُثبت الهلاك الذي ذكره الله له في القرآن الكريم.
- أقاويل أخرى تدور حول موت أبي لهب بعد غزوة بدر بسبعة أيام بعد علمه بما فعله المسلمون بالمشركين في هذه الغزوة.
- هناك أيضًا من قال إنه قد مات بعد غزوة بدر بتسعة أيام.
أحداث التاريخ تمنح المسلم العبرة والموعظة، كما تبين العاقبة التي تنتظر من يستهزأ بالنبي ويكذب برسالته، ولا بد من أخذ العبرة كاملةً والاستفادة منها.