مقدار كفارة الصيام للمريض
مقدار كفارة الصيام للمريض يلزم على الجميع معرفته، فقد نتعرض جميعنا إلى أي مرض لا قدر الله وقت الصيام ويكون مانعًا للصيام، حينها يجب أداء الكفارة، ومن هذا المنطلق، ونظرًا لتلك الأهمية سوف يتم التعرف إلى مقدار كفارة الصيام للمريض من خلال موقع ايوا مصر.
مقدار كفارة الصيام للمريض
في بادئ الأمر يجب معرفة أن كفارة الصيام يمكن أن تكون للمريض نقدًا والتي تكون بإطعامه وجبة، ويمكن أن تكون بالكيلو جرامات وهي الكيلو جرامات التي سوف نذكرها بالوجبة، وعلى هذا الأساس سوف نوضح مقدار كفارة الصيام للمريض.
إذا كان هناك شخص مريض ولا يستطيع أن يصوم شهر رمضان بسبب مرضه، فعليه أن يقوم بدفع مقدار الكفارة وهي لا تُحسب بقيمة المال، وإنما بعدد المساكين الواجب على المريض إطعامهم، ويكونوا 60 مسكينًا.
كما أن الإسلام لم يترك المؤمن بهذه الحيرة وإنما قام بتحديد مقدار الكيلوجرامات للوجبة المُقدمة للفرد الواحد، وهي 750 جرام لكل فرد أي نصف صاع، وتكون من الأرز أو القمح أو الشعير.
شروط الكفارة
هناك شروط قد وضعها الدين الإسلامي للمُسلم المريض الغير قادر على الصيام، والتي يجب الالتزام بها في تقديم الكفارة عن عدم الصيام، وهي:
- لا تزيد قيمة الكيلوجرامات بها عن 3 كيلو جرام.
- أن تكون لشخص مُسلم متيقن المريض بأنه مسكين.
تم ذكر هذا المقدار بناءً على الحديث النبوي الشريف عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال:
“بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: لَا، فَقَالَ: فَهلْ تَجِدُ إطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا”
دواعي أخرى لكفارة الصيام للمريض
هناك طرق أخرى يمكن للمريض من خلالها التكفير عن عدم صيام شهر رمضان، أو يومًا واحدًا منه، وهذه الأساليب تتمثل في الآتي:
- عتق رقبة شخص مؤمن.
- صيام شهرين متتابعين.
هناك الكثير من العلماء قالوا إن الكفارة وحدها لا تكفي، وإذا كان الشخص المريض قد رزقه الله بالشفاء وأصبح لديه القدرة على الصيام فعليه صيام ما فاته من شهر رمضان.
الفرق بين الكفارة والفدية
يختلط الأمر على العديد من الأشخاص بالكفارة والفدية، وعلى هذا الأساس سوف نقوم بتوضيح الفرق بينهما، فالقرآن الكريم والسنة التي نسير على نهجه لمة تدعو إلى أمر إلا وكان به حكمة، وهذا من نعمة الله على المُسلم، فحينما تُصاب بالحيرة عليك بالبحث في كتاب الله العزيز وستجد مطلبك.
الكفارة: واجبة على المسلم وهي كل فعل احتوى على مأكل ومشرب عن عمد في أيام رمضان، ومن جامع زوجته وقت الصيام، وهذا أيضًا استدلالًا بالحديث النبوي الشريف السابق.
الفدية: تكون للشخص الذي أدرك رمضان ولكنه لم يستطع الصيام لأي عذر قد مر عليه في شهر رمضان.
ديننا الإسلامي دين عُسر وليس يُسر، وقد وضع بدائل لمن لا يستطيع الصيام من أجل التخفيف عن المسلم وعتقه من النار والعذاب في الآخرة، وسمح بذلك في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [سورة البقرة، الآية 184].
طريقة إخراج كفارة الطعام عند المذاهب الأربعة
بعد أن أوضحنا الفرق بين الكفارة والفدية، هنا يأتي دور التعرف إلى كفارة الطعام عند المذاهب الأربعة وهذا ما سوف نوضحه من خلال الحديث عن مقدار كفارة الصيام للمريض، ويكون كالآتي:
- مذهب الحنفية: صاعٍ تمر، أو صاعٍ شعير، أو نصف صاعٍ قمح لليوم الواحد.
- مذهب المالكية والشافعية: إطعام مسكين مُدِّ عن كل يوم.
- مذهب الحنابلة: مُدِّ قمح أو نصف صاعٍ تمر أو شعير.
يجوز للمريض الغير قادر على صيام شهر رمضان كاملًا أن ينتظر حتى تمام الشهر، ومن ثم يُخرج 45 كيلو جرامًا من القمح أو الأرز أو ما يُسمح به، أو يُطعم عدد مساكين بعدد الأيام الذي لم يصمها.