ماذا أفعل مع الزوج الظالم

منذ 3 ساعات
ماذا أفعل مع الزوج الظالم

ماذا أفعل مع الزوج الظالم؟ وما هي صفات الزوج الظالم؟ فالعلاقة مع شريك الحياة تقوم على أساس الحب والرحمة والتقدير، لكنها لا تخلو من المشكلات التي يواجهها كلا الطرفين، ويعد الظلم أكبر تلك المشكلات لهدمه الكثير من العائلات.

بل قد تصل توابع الظلم السلبية إلى الأبناء؛ لذا ينبغي التعرف على كيفية التعامل مع الزوج الظالم التي نعرضها لكم عبر موقع ايوا مصر.

ماذا أفعل مع الزوج الظالم

إن نجاح الحياة الزوجية وزيادة استقرارها يعتمد على كلا الزوجين، فهما شريكان في الحياة يجب عليهما العمل للحفاظ على العلاقة السليمة بينهما؛ لأن مساهمة طرف واحد فيها فقط تؤدي إلى شعور الطرف الآخر بالظلم لوقوع العبء على عاتقه وحده.

على سبيل المثال قد تصبح الزوجة وحدها هي المسؤولة عن كافة الأمور دون مساعدة الزوج لها ومحاولته تقويم العلاقة الزوجية، حيث تجدها تقوم بأعمال المنزل، وتعمل على تربية الأطفال وحدها، وتعتني بكافة المهام اليومية، وتستحضر التواريخ المهمة، وتستعد لتلبية احتياجات الزوج.

في المقابل يقوم الزوج بفرض السيطرة، وإصدار الأحكام والتصرف بقسوة دون الالتفات للأعباء التي حملتها الزوجة عنه، ونتيجة ذلك يكثر تساؤل الزوجات عن ماذا أفعل مع الزوج الظالم؟

في ظل تفسيرنا أساليب التعايش مع جور الزوج ينبغي العلم بأن العلاقة الزوجية تملؤها المشكلات التي تنحدر بها عن طريق السعادة، لذلك تكون في حاجة إلى الحكمة، وحسن الإدارة، وتوطيد العلاقة بالزوج من خلال فنون التعامل.

بالرغم من اختلافات الصفات تبعًا للشخصيات والطباع المتنوعة لدى الرجال فإنهم غالبًا ما يتشاركون بعض صفاتهم المذمومة عند ظلم زوجاتهم، والتي تتضمنها إجابة ماذا أفعل مع الزوج الظالم؟

صفات الزوج الظالم

في المعتاد أن تنتج التصرفات القاسية من الطباع السيئة التي يصعب التعامل معها، وقد تتضاعف مع مرور الوقت، وتتمثل أبرز صفات الزوج الظالم التي تزيد من التساؤل عن كيفية التصرف مع الزوج الظالم في الآتي:

  • تفضيل النفس والأنانية: يهتم الزوج الظالم بنفسه، والرغبات والمتطلبات التي يحتاج إليها، فيجعل لنفسه الأولوية التي تظهر في جميع أفعاله التي يقوم بها.
  • الإساءة بأنواعها: غالبًا ما يسيء الزوج الظالم إلى زوجته، سواء أكانت الإساءة لفظية أم جسدية، وقد تصل إلى درجة استخدام أساليب العنف مثل ضرب الزوجة، أو إهانتها أمام المتواجدين حولها، أوالتقليل من شأنها ومن إرهاقها، بل والسخرية منها في بعض الأوقات.
  • عدم تحمّل المسؤولية: أحد أكثر الأمور التي تزيد من تساؤل السيدات عن ماذا أفعل مع الزوج الظالم هي ترك المسؤولية كاملة على الزوجة، حيث إن الزوج الظالم يلقي كامل العبء والجهد على زوجته بما في ذلك من تربية الأبناء والعناية بهم.
    قد يصل أمر ترك المسؤولية من قبل الزوج الظالم إلى مجاوزة الحد وجعل الزوجة هي التي تنفق ماديًا على البيت، فقد لا يهتم الزوج الظالم بمسؤولية بيت والأسرة، والاهتمام بتفاصيل العلاقة الزوجية، وهو بهذا يكون قد عاقب نفسه أولًا بالنتائج المترتبة على تلك الأفعال، وزيادة كره زوجته له.
  • كثرة الكذب والخداع: من المؤكد ان تصاحب طباع الزوج الظالم أساليب الخداع والكذب، فهو يكذب في مشاعره، ولا يفي بالوعود التي قطعها، كما أنه يكذب في تصرفاته التي يؤديها وعلاقاته مع زوجته والآخرين.
  • جفاء المعاملة وحدّتها: يحاول الزوج الظالم فرض سيطرته على الزوجة، ومن ذلك عدم تأدية حقوقها الزوجية والأسرية، ومنعها من الحصول عليها، بالإضافة إلى التعامل بجفاء، والتحدث بكلام جارح، وانتهاك حقوق الزوجة، وعدم إظهار المشاعر.

أساليب التعامل مع الزوج الظالم

في ضوء التساؤل عن ماذا أفعل مع الزوج الظالم تتمثل أولى خطوات الإجابة في الوعي والعلم بالحقوق؛ حتى تنعم الزوجة بالحياة المستقرة التي تزن الأمور فيها لها ولأبنائها، وتتمكن من تجنب مسببات المشكلات بينها هي وزوجها حتى لا يتأثر الأبناء بشكل سلبي، وتتمثل في الأساليب التالية:

  • إذا كانت صفة الظلم من الصفات التي ظهرت على الزوج بعد فترة من بدء العلاقة الزوجية، فينبغي على الزوجة القيام بمحاولة إصلاحه، والجلوس معه وتذكيره بأهم الأمور الإيجابية التي حدثت خلال فترة زواجهما.
  • محاولة التعرف على الأسباب التي أدت إلى تغيير الزوج نحو الأسوأ، ودفعته لسلوك الظلم، حيث إن معرفة الأسباب تسهل على الزوجة التعامل مع تصرفاته بشكل أفضل، كإصابة الزوج ببعض المشاكل النفسية.
  • خلال التعرف على أساليب التعامل مع الزوج الظلم لا يجب على الزوجة أن تفرض على نفسها تقبل الظلم والمشاعر القاسية الناتجة عنه، لكن عليها أن تتصف بالهدوء والاتزان والذكاء أكثر، وتعلم بأن الخطأ غير صادر منها، وتحاول تخطي المشاعر السلبية بشتى الطرق.
  • إن الأبناء يتأثرون بشكل كبير من العلاقة الزوجية الغير متزنة، لذا يعد من الواجب على الأم عدم وضع الأطفال في وسط الصراع، وعدم استخدامهم وقت تصفية الحساب، وإذا كان ظلم الزوج يمسّهم وتنعكس مشاعره عليهم فمن الواجب المكافحة لحماية الأبناء من ذلك.
  • يتم اللجوء إلى القانون كخطوة أخيرة بعد العديد من محاولات الإصلاح، خاصة وإن كانت تصرفات الزوج تؤدي إلى الإصابة بالأذى الجسدي والنفسي بشكل كبير.
  • ينبغي على الزوجة أن تتصف بالقوة، ويظل رأسها مرفوعًا فالخطأ ليس منها، ولتخطي كافة الأمور السلبية تحيط نفسها بمصادر الدعم التي تحقق لها التحسن ماديًا، ونفسيًا، ومعنويًا.

النهي عن ظلم الزوجة في الإسلام

دافعت أحكام الشريعة الإسلامية عن المرأة مراعاةً لفضلها وحقوقها، حيث أعادت لها الحقوق المسلوبة منها، وخلصتها من عادات الجاهلية السيئة كالرق والوأد، بالإضافة إلى منحها حقوقها في الميراث، وفي العلاقة الزوجية، وجميع أمور حياتها بشكل تفصيلي.

كما قد أوصى الله تعالى بالمودة والرحمة في الحياة الزوجية تجنبًا لظلم الزوج، ويترتب على الظلم الجزاء والعقاب، حيث إن ظلم الزوج من الذنوب التي لا تُغفر إلّا بمسامحة الزوجة له.

في حالة طلب خلع الزوجة من الزوجة لأذيته لها، وتبين للحكمين ظلم الزوج لها حقًا ولا سبيل للإصلاح فإنه يؤخذ على يده، ويُنهى عن الظلم، ويؤمر بالإنفاق على الزوجة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

“وأمّا الظلمُ الذي يغفرُهُ اللَّهُ فَظُلْمُ العبادِ أنفسُهمْ فيما بينهُمْ وبينَ ربِّهمْ، وأمّا الظلمُ الّذي لا يتركُهُ اللهُ فظُلمُ العبادِ بعضُهمْ بعضًا حتى يَدِينَ لبعضِهِمْ من بعضٍ”.

جزاء الزوج الظالم في الإسلام

شدد الإسلام في النهي عن ظلم الزوجة ووضع جزاء على ذلك، قال تعالى: (وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) -سورة البقرة 229.

أيضًا نهى الإسلام عن ظلم الزوج لزوجته بعد سلب حقوقها وأذيتها قولًا أو فعلًا، قال تعالى: (وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ) -سورة البقرة 231.

جزاء الزوج الظالم يوم القيامة بأن يُقتصّ للمظلوم منه، ويترتب إثم عظيم لمن يظلم زوجته بالتعدي عليها بأساليب الضرب وغير ذلك، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) –سورة الأحزاب 58.

في ضوء إجابتنا لتساؤل ماذا أفعل مع الزوج الظالم؟ فإنه يحق للزوجة المعرضة لظلم الزوج أن تشكوه للحاكم، فإما يسلك الحاكم أو القاضي سبيل النصح والإصلاح بينهما، أو أن يأمره بالمفارقة بإحسان.

مواجهة تصرفات الزوج الظالم

عندما تترك بيت والدها المملوء بالحنان وتذهب إلى بيتها مع زوجها الذي تبدأ فيه حياة جديدة ينبغي ألا تتعرض للظلم والجور على حقوقها، فكثيرًا ما تتحول سلوكيات الزوج إلى الظلم، وعلى سبيل المثال قد لا ينصف الزوج زوجته أمام أهله حتى إن كانت على حق.

أيضًا قد يمنعها من العمل دون وجود أسباب منطقية لذلك غير أنه لا يرغب في رؤيتها بمستوى مادي وعلمي أفضل من مستواه، حينها تتنازل الزوجة عن حقوق كثيرة لاستمرار حياتها رغبة في بلوغ الاتزان والاستقرار.

في بعض الأحيان تضطر الزوجة إلى محاولة التأقلم على طباع الزوج السيئة الناتجة عن العوامل التربوية السلبية، أو النشأة في محيط مليء بالتصرفات الخاطئة، لذا عليها الاتصاف بالقوة بنسبة كافية تمكنها من وضع حدود لتأثير ظلم الزوج بها.

بالإضافة إلى تأقلمها على التجاهل، وإحاطة نفسها بالمشاعر الإيجابية حتى يعود ذلك على الأبناء ولا يشعروا بنقص واجب الأم عليهم.

لكن تنازلات الزوجة خلال رد الفعل تجاه الزوج الظالم لا تحتوي على الإنصاف والعدل، بالإضافة إلى أن الزوج الظالم قد تسوء حالته أكثر حتى تنعكس على أبنائه، وتصل إلى الأبناء.

في ضوء إجابتنا لتساؤل ماذا أفعل مع الزوج الظالم؟ فإنه يحق للزوجة المعرضة لظلم الزوج أن تشكوه للحاكم أو القاضي، فإما يسلك الحاكم سبيل النصح والإصلاح بينهما، وإما يأمره بالمفارقة بإحسان.

ينبغي على الزوجة تجنب الدعاء على الزوج الظالم بالموت أو المرض، حيث إن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، لكن عليها الدعاء بهدايته، ومنحها بالصبر والقوة.


شارك