من هم اهل الكتاب
من هم اهل الكتاب ، عندما خلق سيدنا آدم عليه السلام وقد نفخت فيه الروح ليحيا اخرج الله سبحانه وتعالى من صلبه كافة ذريته الى حين يوم القيامة، وقد اشهد آدم ذريته على ان الله لا اله الا هو لا شريك له، كما أن الله سبحانه وتعالى هو الوحيد المستحق أن يقوم البشر بعبادته، حيث انه لا توجد حجة لأي من البشر أن يخالف ذلك.
فطرة الانسان على ان لا اله الا الله وحده لا شريك له
الشهادة التى شهدتها كافة البشرية اجمعين ان الله وحده لا شريك له ولا يستحق أن يعبد إله غيره كما أن تلك هى الفطرة الراسخة في عالم الغيب التي ولد عليها كافة البشر، حيث انه لا يوجد مولود فى البشرية اجمعين الا وان يولد بداخله الفطرة أن الله هو رب العباد ولا شريك له، كما جاء فى قول النبى محمد صلى الله عليه وسلم – في الصحيح “ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه”، حينها روح الايمان تتردد وتدور فى داخل أذهان البشر ان لابد من وجود خالق مهما اختلفت دينه او عقيدته كما أن ذلك هو الدليل المتصل والبديهي فى البشر على توحيد رب العباد الله عز وجل ووحدانيته كما أنه يعتبر الايمان الخفى داخل قلبه.
يمكن التعرف على معلومات عن اللهم اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا فوائد هذا الدعاء أضغط هنا: اللهم اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا فوائد هذا الدعاء
الفطرة الإيمانية
على الرغم من تواجد الفطرة الايمانية داخل الانسان لكن الله سبحانه وتعالى بعظيم ارادته وجلالته ورحمته وحبه للخير الى كافة البشر قد أرسل لهم الرسل والانبياء من عنده عز وجل بالرسالات السماوية ليقوموا بدعوة البشر الى الايمان بالله عز وجل وتوحيده والعمل على نبذ والابتعاد عن ما يشركون بالله بعبادتهم آلهة اخرى لا حول ولا قوة لهم بفعل اى شئ، وقد أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل والأنبياء ليقيم الحجة على البشر، والجدير بالذكر ان لا توجد امة تخل من رسول او نبى ابعث إليهم حيث عند امة بني اسرائيل كلما كان يموت نبي أو رسول كان يبعث لهم رسولا آخر لهم كما أن بعض من الانبياء والرسل قد أرسلوا الشرائع والرسالات وقد سميت اقوامهم التي بعثوا لهم بأهل الكتاب بناء على ذلك.
مفهوم أهل الكتاب عند الفقهاء
إن العلماء والفقهاء قد اختلفوا في تعريف أهل الكتاب وأصدرت نتيجة لذلك عدة أقوال، فيوجد من العلماء والفقهاء اعتبر أن لفظ أهل الكتاب هم من يؤمنون بكتاب او رسالة سماوية، وبعض الفقهاء والعلماء قد عرفوا اهل الكتاب على أنهم القوم المبعوث لهم النبى بشكل عام ولا يشتمل أهل الكتاب على القوم الذين آمنوا بالنبي أو الرسول بخلاف غيرهم وفيما يلى سوف نوضح بيان على ذلك القول:
ان فقهاء الحنفية ذهبوا على ان معنى أهل الكتاب هم الناس الذين يؤمنون بنى ويقومون بالإقرار بالديانة السماوية والكتاب على حد سواء كان النبى قد ابعث الى القوم برسالة معينة لقوم معينين او أن ذلك النبي قد أرسل كتابا او رسالة عامة، كما أن النصارى واليهود يدخلون في اعتبار أهل الكتاب وامثلة على ذلك القوم الذين امنوا بزبور سيدنا داود عليه السلام وايضاً القوم الذين امنوا صحف سيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث ان من يؤمن بتلك الكتب والرسل لأنهم آمنوا بدين سماوى.
إن جمهور الفقهاء والعلماء من الحنابلة والشافعية والمالكية قد ذهبوا الى أن المقصود بأهل الكتاب هم النصارى واليهود بجميع جماعاتهم وفرقهم المختلفة ويشتمل ايضاً على أن من آمن منهم ودخل فى معتقداتهم من غير أن يشتمل أهل الكتاب على غيرهم من الأشخاص الذين لا يؤمنون بعير صحف سيدنا إبراهيم عليه السلام وزبور داود.
يمكن التعرف على معلومات عن اجمل اية في القران وما هو تفسيرها والدروس المستفادة منها أضغط هنا: اجمل اية في القران وما هو تفسيرها والدروس المستفادة منها
استدلال جمهور الفقهاء على تعريف أهل الكتاب
قد استدل جمهور العلماء والفقهاء على تعريفهم لأهل الكتاب من قول الله سبحانه وتعالى ” أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين” حيث أن جمهور الفقهاء يعتبرون أن اليهود والنصارى هم فقط أهل الكتاب وقد ذهب الى ذلك كل من ابن عباس وقتادة ومجاهد وغيرهم الكثيرين من المفسرين، اما بالنسبة الى باقى الديانات السماوية التى انزل بها الانبياء وقاموا بنقلها الى البشرية من السماء اشياء مثل صحف داود وصحف إبراهيم، حيث ان تلك النقولات امثال ومواعظ فقطن حيث ان لا يوجد به اى احكام وقواعد يجب اتباعها والالتزام بها ولم تشتمل تلك الصحف على اى من الأحكام التي تشتمل عليها الكتب السماوية الأخرى مثل الإنجيل والتوراة، وكما جاء في قول الشهرستاني “أهل الكتاب هم الخارجون عن الملة الحنيفية والشريعة الإسلامية ممن يقول بشريعة وأحكام وحدود وأعلام وما كان ينزل على إبراهيم وغيره من الأنبياء عليهم السلام ما كان يسمى كتاباً بل صحفاً”.
مفهوم أهل الكتاب بالنسبة للقران الكريم
إن القرآن الكريم قد ذكر أن أهل الكتاب في الكثير من الأحوال والمواضع، حيث ان كان ذكر القرآن الكريم لفظ أهل الكتاب داخل القران الكريم يجمل العديد من الدلالات والمعاني وفيما يلي سنوضح بعض من تلك الدلالات التى ذكرها القرآن الكريم عن أهل الكتاب:
- إن أهل الكتاب قد ذكروا في عرض للمدح ومثال على ذلك قول الله سبحانه وتعالى “الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به” حيث أن الله سبحانه وتعالى قد مدح أهل الكتاب من خلال تلك الاية الكريمة وقد قام وصفهم على أنهم من يقوموا بتلاوة الكتاب حق تلاوته، كما أنهم يؤمنون بكتاب الله ولا يحرفونه ولا يكذبون به.
- كما أن اهل الكتاب قد تم ذكرهم فى موضع الذم ومثال على ذلك قول الله سبحانه وتعالى “ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يدعون الى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون” حيث أن الله عز وجل قد قام ذم أهل الكتاب لأنهم لم ياخذوا بأحكام الله التي وردت داخل الكتب والرسل التي أنزلت عليهم كما أنهم يعرضون عن احكام و اوامر الله عز وجل ولا يدين أهل الكتاب بدين الحق.
- ان معنى اهل الكتاب قد يحمل معنى المدح والذم ايضاً لكن جاء اللفظ فى مواضع الذم تكثر من مواضع المدح كما جاء فى قول الله سبحانه وتعالى “يا ايها الذين اوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على ادبارها او نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان امر الله مفعولا”.
- قد جاء لفظ أهل الكتاب ايضاً يشتمل على المذموم منه والممدوح ايضاً كما جاء في قول الله سبحانه وتعالى “قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون”، وايضاً قول الله سبحانه وتعالى “من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات
وأولئك من الصالحين” حيث ان الاية السابقة دليل على مواضع المدح، وقول الله عز وجل “لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة” الآية السابقة من موضع الذم.
فى نهاية تلك المقالة التى عرضت مفهوم أهل الكتاب عند الفقهاء والعلماء ومفهوم أهل الكتاب في القرآن الكريم كما أن المقالة قد تناولت عرض الفطرة الايمانية للبشر والتي بنيت على ان الله لا اله الا هو وحده لا شريك له.