اخبار العالم

ما هو المكتب السياسي لحماس وماذا نعرف عن الهيكل التنظيمي للحركة؟

منذ الإعلان عن إنشاء حركة “حماس” في غزة عام 1987 خلال الانتفاضة الأولى، جمعت الحركة بين النشاط السياسي والعمليات العسكرية. شاركت الحركة في الحياة السياسية من خلال الانتخابات البرلمانية الفلسطينية وأنشأت مكاتب لها في الدول العربية لمتابعة الشؤون والعلاقات الخارجية. فازت الحركة في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية عام 2006 بأغلبية أعضائها، ثم سيطرت فيما بعد على قطاع غزة بعد اشتباكات مسلحة مع حركة فتح. يتم اتخاذ قرارات الحركة من قبل المكتب السياسي – الهيئة التنفيذية – الذي تأسس في أواخر الثمانينات. ومن الناحية العسكرية، انخرطت الحركة وإسرائيل في أعمال عنف ومواجهة منذ الثمانينيات، حتى الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة، والتي أعقبت هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

 

كما استهدفت إسرائيل خلال هذه المواجهات عددا من قيادات الحركة الميدانية والسياسيين. ونفذت حماس عمليات ضد الجنود والمدنيين الإسرائيليين، خاصة خلال سنوات الانتفاضة الثانية، التي استشهد فيها حوالي 4400 فلسطيني و1100 إسرائيلي. وفي مارس/آذار 2004، اغتالت إسرائيل زعيم الحركة في غزة وأبرز مؤسسيها الشيخ أحمد ياسين. وبعد حوالي شهر ونصف، اغتالت إسرائيل عبد العزيز الرنتيسي، خلفا ياسين. وفي عام 1997، حاولت إسرائيل اغتيال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة آنذاك. وقالت حماس إن إسرائيل اغتالت إسماعيل هنية في طهران صباح 30 يوليو/تموز، لكن إسرائيل لم تعلق بعد على الحادث. وأعلنت حركة حماس، الثلاثاء 6 أغسطس/آب، تعيين يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة، خلفا لإسماعيل هنية.

ما هو المكتب السياسي وماذا نعرف عن الهيكل التنظيمي لحماس؟ مجلس الشورى – الهيئة التشريعية

ويضم المجلس نحو 50 عضوا يمثلون حركة حماس في الداخل والخارج، أي الدول التي تتواجد فيها حركة حماس. أعضاء الحركة في المناطق يشاركون في اختيار أعضاء مجلس الشورى. وتقسم حماس مناطقها الانتخابية إلى أربع مناطق: الضفة الغربية، وقطاع غزة، والسجون، والعالم الخارجي. ويضم مجلس الشورى أعضاء المكتب السياسي. ولا تتوفر معلومات كثيرة عن الهيكل التنظيمي للحركة، إذ تبقى أنشطتها وحركة قياداتها سرية، كما أن التنسيق بين أعضائها في الداخل والخارج وفي السجون معقد. وتجري الحركة انتخاباتها العامة كل أربع سنوات، تنتخب خلالها مجلس الشورى وأعضاء المكتب السياسي، الذين ينتخبون رئيس المكتب ونائبه، بالإضافة إلى رؤساء المناطق الثلاث: غزة، والمنطقة، والخارج. ولا يحق لأي رئيس أو مسؤول داخل الحركة البقاء في منصبه لأكثر من فترتين.

المكتب السياسي – أعلى هيئة إدارية

 

تأسس المكتب السياسي – الهيئة التنفيذية – عام 1989، كما ذكر محب سليمان أحمد النواتي في كتابه الصادر عام 2004 بعنوان “حماس من الداخل”. وصاحب فكرة إنشاء المكتب القيادي هو موسى أبو مرزوق، أحد الشخصيات المشاركة في المرحلة التأسيسية للتنظيم، بعد موجة الاعتقالات الإسرائيلية التي استهدفت قيادات من بينها زعيم الحركة الشيخ أحمد ياسين. الذي أطلق سراحه فقط في عام 1997. ونظراً للتهديدات الأمنية التي تواجه قيادات الحركة، يصوت أعضاء مجلس الشورى في الداخل والخارج على أعضاء المكتب وقيادته في انتخابات معقدة وسرية. وكان أبو مرزوق أول رئيس للمكتب السياسي من عام 1992 إلى عام 1996. وتولى خالد مشعل رئاسة المكتب السياسي في الفترة من 1996 إلى 2017، كما انتخب إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي في 2017 خلفا لمشعل. وفي انتخابات 2021، تم تعيين 16 عضوًا في المكتب السياسي، مع احتفاظ هنية بمنصبه رئيسًا للمكتب السياسي، وانتخاب صالح العاروري نائبًا له، واحتفاظ يحيى السنوار بمنصبه رئيسًا للحركة في قطاع غزة. ومع ذلك، في حرب غزة الحالية، قُتل كل من صالح العاروري في بيروت في وقت سابق من هذا العام وإسماعيل هنية فجر الأربعاء في طهران في هجومين ألقت حماس باللوم فيه على إسرائيل. وليس من الواضح نوع العلاقة القائمة بين المكتب السياسي والجناح العسكري في القرارات العسكرية. وقال تقرير صادر عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن الجوانب الرئيسية لهجوم 7 أكتوبر “ظلت مخفية عن قادة حماس في الخارج”.

كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري

وتشير أدبيات «حماس» إلى أن النشاط العسكري للحركة بدأ في منتصف الثمانينيات، قبل الإعلان عن تشكيلتها السياسية، تحت اسم «المجاهدين الفلسطينيين». وكان صلاح شحادة، مؤسس الجناح العسكري وزعيمه الأول، قد شارك في تأسيس حركة حماس منذ بدايتها، خاصة في لقاء عقد في منزل الشيخ أحمد ياسين في غزة قبل صدور البيان الأول. وسمي الجناح العسكري كتائب عز الدين القسام عام 1992 وظل صلاح شحادة قائدا لها حتى اغتياله عام 2002. واغتالت إسرائيل قيادات بارزة في جناحها العسكري، وأهمهم صلاح الجعبري، وجمال صعب، ويحيى عياش، وأيمن نوفل، الذي استشهد في بداية الحرب الحالية. ومن أبرز الأسماء في كتائب القسام في الوقت الراهن قائدها محمد الضيف، الذي، بحسب إسرائيل، كان مؤخراً هدفاً لهجوم في قطاع غزة. كما أعلنت إسرائيل عن مقتل مروان عيسى، نائب الضيف، قبل أشهر، ولم تصدر حماس أي بيان يؤكد تلك الادعاءات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى