اخبار مصر

فريد واصل: انتشار فتاوى غير المتخصصين من أزمات العصر الحالى

• مفتي الديار المصرية الأسبق قال لـ«الشروق»: «تجديد الخطاب الديني» يعني اعتبار الفتوى من حيث مصالح الناس زماناً ومكاناً، وليس التجديد بالظاهر.

قال مفتي الديار المصرية الأسبق نصر فريد واصل، إن نشر الفتاوى بين عامة الناس يعتبر من أزمات العصر الحالي، موضحا أن هناك ثلاث خطوات لمواجهة هذه الظاهرة.

وأضاف واصل في تصريحات لـ«الشروق» على هامش المؤتمر الدولي التاسع لدار الإفتاء المصرية الذي عقد الأسبوع الماضي، أن «الخطوة الأولى في مكافحة انتشار الفتاوى من قبل غير المتخصصين تبدأ من الأزهر الشريف». الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف كلهم على علم بأن “الإسلام عقيدة وشريعة، ولكن يجب عليهم أيضا أن يكونوا على علم بالفتاوى المضللة المنسوبة كذبا إلى علم الناس وخبرتهم ومضمون هذه الفتاوى”. حتى يتمكنوا من مواجهتهم ومواجهتهم.

وتابع: “الخطوة الثانية هي أن يكون التعليم الديني المرتبط بالإسلام وتعاليمه وشريعته مادة إلزامية لجميع المدارس سواء الخاصة أو العامة، خاصة تلك المدارس التي تستمد مناهجها من جلب الخارج، بما في ذلك الأفكار التي بعيد كل البعد عن الإسلام، وربما ضده في بعض الأحيان.

وتابع: “نظرًا لبعد الطلاب عن التعليم الديني في المدارس واعتماد بعضهم على أنواع معينة من المقررات في المدارس ذات مناهج خارجية، تجد من يوجه تعليمهم ضد الإسلام، وتجد مسلمين هم من يوجهون تعليمهم ضد الإسلام”. ضد الإسلام نفسه.”

وفيما يتعلق بالخطوة الثالثة، أوضح واصل أن ذلك يترتب عليه مسؤولية المؤسسات الإعلامية والثقافية، حيث لا يجوز لها نشر أو ترويج فتاوى العوام وتقتصر على دار الفتوى بالأزهر الشريف. وهيئة كبار العلماء مصادر معتبرة ومعتمدة للفتوى.

وتناول مفتي الديار المصرية الأسبق مسألة تجديد الخطاب الديني، موضحا أنها ليست تجديدا بالمعنى الظاهر، وإنما هي مسألة تجديد للفتوى مراعاة لمصالح الناس والزمان والمكان. ليأخذها بعين الاعتبار، مؤكدًا أن ذلك لا يرجع إلى التراث نفسه، ولا إلى الفتاوى الواردة فيه، ولكن يمكنه إعادة فهم الفتاوى بحسب ما تصل إليه المصلحة، وبما يتوافق مع الواقع العملي ولا ينحرف. من اللوائح القانونية.

وأضاف: “الفتوى قد تكون في مصلحة الناس في وقت معين، مثلا بمنع استيراد بضائع معينة من الخارج، في الوقت الذي تنتج فيه الدولة هذه السلع وتنافس دولة أخرى، مثلا لذلك”. فتصبح المقاطعة إجبارية، ثم يأتي وقت آخر ترتفع فيه الأسعار وتعجز الدولة عن استخدام ذلك المنتج، فيسمح بالاستيراد وهكذا».

وتابع: “إن الأحكام المتعلقة بالبنوك والفوائد المصرفية هي أمثلة لما ذكر، حيث أجمع العلماء في وقت من الأوقات على تحريمها كقياس كامل للربا، أما الآن العمليات المصرفية في ضوء السياسة النقدية التي منها تم فصله “بسبب سياسة الذهب والفضة أصبحت المعاملات المصرفية ذات قيمة ولم تعد مثالية، وهل أصبحت الفتوى التي تحرم الفوائد البنكية تعتبر محرمة كربا؟ ومن يبحث لن يجد شيئا.. وهنا نجد فكرة التجديد”.

واعتبر المفتي السابق أن المؤسسات الدينية في الدولة تتميز الآن بالتكامل بين الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف تحت قيادة هيئة كبار العلماء، مؤكدا أن كل شيء ما وافق. مع الإسلام فإنهم متفقون عليه، فلا انحراف بينهم عن مبادئ الإسلام، لأنهم متفقون على أصول الدين والأخلاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى